متابعة:جمال عبد الناصر ومحمد وجيه
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، عن فوز مصر فى عملية التصويت التى جرت فى نيويورك بمقعد غير دائم للعامين 2016 – 2017 كمرشحة عن شمال أفريقيا، بتصويت 179 دولة، لصالح مصر، احتفل الوفد المصرى بالانتصار الدبلوماسى، حيث تجمعت الوفود الدولية لتقديم التهنئة لوزير الخارجية سامح شكرى، معربين عن أملهم فى تحقيق مصر أهدافها بالمجلس، وثقتهم فى ثقلها الإقليمى والدولى.
وأكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن مصر ستعمل على تحقيق أهدافها المرجوة من دخول مجلس الأمن والتى تحظى فيها إفريقيا بالأولوية الأولى، مشددا على التزام القاهرة خلال عضويتها القادمة بالمجلس بالدفاع عن القضايا والمصالح الإفريقية، معلنا مجموعة المبادئ الأساسية التى ستحكم عمل مصر فى مجلس الأمن خلال فترة عضويتها غير الدائمة للعامين 2016 – 2017 ممثلا عن شمال إفريقيا، وأهمها الحفاظ على التضامن الأفريقى، والتأكيد على احترام سيادة الدول الإفريقية وسلامتها الإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز دور الدول الإفريقية فى صياغة مواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجاه القضايا التى تمس مصالحها وباقى القضايا ذات الطبيعة الدولية.
ووضح شكرى أن مصر تهتم بإصلاح مجلس الأمن وإصلاح آليات عمل الأمم المتحدة وأجهزتها، فضلاً عن الدور الهام الذى يمكن أن تقوم به الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالتحديات الجديدة التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها قضية اللاجئين والنازحين وموضوع المساعدات الإنسانية للشعوب فى مناطق النزاع والحروب.
كما تضع الأجندة المصرية العمل على تسوية الأزمات الإقليمية دون مزيد من الانتظار سبيلا لمحاربة الإرهاب، حيث ترى الدبلوماسية المصرية أن تفجر الصراعات الدامية والتراجع الخطير فى وضع الدولة وسيادتها ودورها فى أرجاء المنطقة من شأنه أن يصيب مصالح شعوبها دون استثناء عاجلاً أو آجلاً.
وترى مصر فى ليبيا قضية إفريقيا الأولى والجرح الذى سيؤدى استمراره دون علاج إلى إصابة القارة بسرطان الإرهاب، وذلك فى ظل عجز المجتمع الدولى للتوصل لحل سياسى للأزمة وتقاعسه عن دعم الحكومة الشرعية فى طبرق بالسلاح لمواجهة الميليشيات التى تنشر الإرهاب، وترى مصر أن الأمر يحتاج حزماً دولياً لإنجاح العملية السياسية.
كذلك تضع مصر القضية الفلسطينية فى المرتبة الأولى عربيا وسببا أساسيا فى عدم استقرار المنطقة ومن هذا المنطلق ستقود الدبلوماسية المصرية تحركا عربيا داخل مجلس الأمن لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والمقدسات الدينية فى فلسطين، ومواجهة عمليات الاستيطان ومحاولات تغير الوضع القائم فى مدينة القدس.
كما تسعى مصر لإصلاح منظومة حفظ السلام وإعادة ترتيبها خاصة أنها من أكبر المساهمين فى بعثات حفظ السلام حول العالم، فهناك سعى مصرى لإعادة صياغة عمليات حفظ السلام بحيث تتلاءم مع التغييرات الكبيرة، فمصر ترى أن مهام تلك القوات يجب أن يمتد من مراقبة التعهدات والمعاهدات بين الأطراف المتنازعة إلى الحق فى رد أى اعتداء عليها أو حتى الصلاحية لمنع هجمات إرهابية على الأبرياء.
وتعتبر هذه المرة الخامسة التى تدخل فيها مصر عضوية مجلس الأمن غير الدائمة وساهمت خلالها فى إصدار عدد من القرارات الدولية ففى عامى 1949-1950، كانت مصر جزءًا من المجلس الذى أصدر القرار رقم 83، والذى نص على مساعدة كوريا الجنوبية عسكريًا ضد هجوم كوريا الشمالية، والذى اتضح فيما بعد أنه مجرد مناورة من الولايات المتحدة لإعطاء الشرعية لشن هجوم على الشمال، ووقتها لم تشارك مصر فى التصويت على القرار.
أما فى عامى 1961-1962، فكانت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) عضوة فى مجلس الأمن وأيدت قرارات المجلس للحد من الحروب الأهلية ودعم استقلال دول إفريقيا آنذاك، وفى المقابل تنحت الجمهورية العربية المتحدة عن التصويت فى كل ما يخص انتهاكات الدولة الإسرائيلية لفلسطين والدول المجاورة وذلك لرفضها الاعتراف بدولة إسرائيل بشكل عام، آنذاك.
ثم انضمت مصر لمجلس الأمن مرة أخرى عام 1984، ودعمت وقتها جهود المجلس لإنهاء العدوان الإسرائيلى على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية مرة أخرى، من خلال تصويتها على تمديد عمل قوات حفظ السلام بالمنطقة.
وأخيرًا، وفى عامى 1996-1997 دعمت مصر جهود الأمم المتحدة فى نشر عملية السلام فى يوغوسلافيا، وإنهاء احتلال العراق لدولة الكويت، بينما أيدت جهود المجلس للضغط على المغرب لإعطاء سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير وإنهاء النزاع حول المنطقة، وهو الدعم الذى بدا مثيرًا للجدل كون مصر ممثلة للدول العربية الأخرى.